بالرغم من كثرة الأسواق وإنتشار المحلات التجارية بمختلف أنواعها وفي كل مكان إلا أن نكهة وطابع الأسواق القديمة مازال محتفظاً بمكانته في قلوب الجميع لخصوصية معروضاتها والتي قد لاتجدها في أي وقت والأمر الملفت والجميل في الموضوع أن الشباب وصغار السن وخاصة اللذين يأتون إلى المنطقة في المواسم يتلهفون لتلك الأيام التي تصادف وجودهم هذه الأسواق فقد توارثوا هذا الحب لكل ماهو قديم وأثري أو منتج محلي يرد إلى السوق من المنطقة ومن خارجها واليوم نحن على موعد في هذه الحلقة من سلسلة ( أسواق منطقتنا) مع أكبر سوق ذاع صيته قديماً وحديثا وهو سوق السبت ببالجرشي وجوله سريعة مصورة على بعض معروضاته التي مازال يستقبلها .
يعتبر سوق السبت بمحافظة بالجرشي من أشهر أسواق المنطقة إن لم يكن أشهرها ولايُعرف لبدايته تاريخ محدد بل تعاقبت عليه الأجيال ربما لمئات السنين وقد أكتسب شهرته وأهميته من أهمية موقعه والقبيلة التي كانت معنية بتنظيمه والحفاظ عليه وهي قبيلة بالجرشي .
بالرغم من الهدوء الذي يسود المدينة في صباح آخر سبت من شهر رمضان لعام 1431 هـ إلا أن سوق السبت يختلف عن هنا
الطريق إلى السوق القديم
مدخل السوق بعد مركز بن زومة إلى اليمين
الطويل مايتوه وسهل إصطياده وهنا وجدت أحد زملاء الدراسة وهو الأخ خالد عبدالله الحميليس ضمن المتسوقين بعد فترة إنقطاع طويلة عنه وللحديث معه بقية في ثنايا الجولة
حتى الأطفال مستأنسين
كثافة المتسوقين
شار وكادي وبعيثران وريحان ودباء ونعناع والرزق على الله
ديك بلدي للبيع وأبن حلال يفتح الباب
عائلة بأكملها للبيع
مجموعة حمام
أرانب
براءة الأطفال في عينيه وهو ينظر إلى الكاميرا
حتى الثعابين لها حضور
يلاعب الثعبان بمهارة متمكن
والكل يختبر شجاعته ( وهذا الأبن عمر عبدالعزيز القنصل ) طلعت أنفاس الثعبان من قبضته المُحكمة
كادي وريحان
بيض بلدي ومساويك وكزبرة وتدريب على التجارة منذ الصغر
وهؤلاء الأطفال لديهم بضاعة مختلفة
يقول الأستاذ سعيد قشاش إنه لاينقطع عن سوق السبت وغالباً مايأتيه في كل أسبوع
ولزبائن ( الغِلِف ) تواجد وبكثرة ولمن لايعرفه فهو نبات بري ينبت في أصدار تهامه وهو حمضي الطعم وله محبيه وخاصة الحوامل من النساء .
تذمر من قِلة الكمية ويطلبها الزيادة
شار وكادي وريحان
حناء ومكانس يدوية ( أكرمكم الله )
وللبهارات والتوابل تواجد
بضائع من نوع آخر وبأسعار تتجاوز المائة ريال ( والله كثير )
أحمد يتفحص الماركة وتاريخ الصُنع
وقع إختياره على هذا المشعاب والله يعطينا خيره
محدثكم ومفاوضة على السعر وللمعلومية أسعار الجنابي تتراوح من 200 ريال إلى ألف ريال بحسب كلام البائع
الكل يتفحص مايناسبه والله يلطف بعباده
عرض في كل مكان حتى في جنب السيارة وهذه الجنبية قيمتها ألف ريال بحسب كلامه
مصنوعات من الخصف وبعض الصحون الخشبية ( صحفة )
قرصان العسل الصيفي وتتراوح أسعار الأناء من 200 إلى 400 ريال
عسل السُمَرَه وقيمة العلبة 500 ريال وبها 5 كيلو تقريباً وهي علاج مفيد للبطن
سمن بقري
تمور منوعة
ملابس نسائية من التراث
القطران وسمن القطران
سمن القطران المستخرج من العُتُم ( شجر الزيتون ) ويقول عنه عبدالله الخثعمي أنه علاج للحساسية وقشرة الشعر وقد جُرِب فنفع كثير
( ميزب ) وهو عبارة عن وعاء جلدي بمقاس الطفل ويُحمل فيه
مطرزات ودفوف وغيرها من الأشياء التراثية
وهنا ألتقيت بالأستاذ خالد عبدالله عبدالخالق الحميليس وهو زميل دراسة ومنذ إفتراقنا بعد التخرج من الثانوية العامة لم ألتقي به إلا مرات قلائل لاتكاد تصل إلى عدد أصابع اليد الواحدة وسألته بعض الأسئلة ومنها .
حياك الله أستاذ خالد وسوألي الأول هل هناك فرق بين سوق السبت أيام زمان وماتراه الأن وماهو السبب؟
* الفرق كبير ففي الماضي لم يكن هناك إلا هذا اليوم الذي يجتمع الناس فيه ليتزودوا بمايحتاجونه لبقية أيام الأسبوع ولذلك تجد الزحام وكثافة الناس وكثرة المعروض من البضائع أما اليوم فالأمر مختلف .
ماالذي أتى بك إلى السوق اليوم ؟
* أتيت من باب الترويح عن النفس وإستعادة ذكريات الماضي الجميل عن سوق السبت
ماالذي تتذكره عن سوق السبت أيام زمان ؟
* أتذكر أننا كنا نستمتع بالتجول في السوق ذهاباً وأياباً وأحياناً نشتري بقدر مايتوفر لدينا من قروش بعض الذي نحبه كالبليلة والماسية التي كان يبيعها بن عياش أو البسكويت .
رأيتك في بداية السوق وكأنك تهم بشراء شيء فهل أردت ذلك ؟
* لالم أشتري شيء وإنما كنت من ضمن المتفرجين على بعض المعروضات .
وهنا ودعنا الأستاذ خالد الحميليس بعد هذا الحوار القصير معه
جامع السوق القديم التاريخي
مبنى إدارة التعليم سابقا بجوار الجامع
شجرة رُقَعَه عمرها أكبر من عمر آبائنا وأجدادنا عليهم رحمة الله ومازالت تحتفظ بنظارتها طوال هذه السنين وهي موجودة على أطراف سوق السبت
وختاماً نتمنى أن تكون هذه التغطية حازت على رضاكم وإستحسانكم وإلى تغطية قريبة إن شاء الله لسوق آخر من أسواق منطقتنا الحبية نترككم في رعاية الله وحفظه
مقاطع جميله وسوق يحترم من قبل الجميع ولكن ياعزيزي هذا السوق من أصغر
الأسواق في المنطقه وهوعباره عن محلات أنشئت في السنين الماضيه ومحاولة
بعض سكان بلجرشي وضعه بأنه سوق قديم ولكن هذا غير صحيح فأن السوق القديم
من قبل مئات السنين هو سوق الباحه بالباحه وهو منذُ الدوله العثمانيه وهناك مشاهد
تاريخيه لهاذا السوق وتعتبر مدينة الباحه هي المدينه الأولى منذُ مئات السنين ولم
تظهر بلجرشي سوى في السنين القريبه .
1.95/5 (10 صوت)
ردود على الباحه
أبو عبدالله 11-08-1431 12:42 PM
السلام عليكم
اللي يقو سوق بلجرشي ما هو قديم
أحترم مدينة الباحة وأقدر أهلها
ولكن الحق لازم ينقال
الباحة قرية من أصغر قرى غامد من قديم الزمان وما طلع لها ذكر إلا بعد نقل مقر الحكومة فيها وإلا قرية الظفير المجاورة لها أشهر منها تاريخياً
يقول الفقيه احمد بن سعيد الزيداني في القرن الحادي عشر الهجري بما يلي
سبت بلجرشي ليس بين الطائف وريدة أكبر منها ولا أظهر ، سورها من المرو الأبيض وله باب من جهة اليمن ، وسوقها أعلى شأنا من سوق بيشة ورنيه ويجلب لها التمر والقسب من بيشة ورنية وتربة ، والتمباك الذي شاع في هذه السنين من وديان ريم وسواه في تهامة ، ، والسلاح الذي يصنع في بعض جهاتها ، والبزّ وسكر الشام وسائر مطالب التجار من منجلّ القنفذة ، ولا يجلب الجوخ والصولي إلا تجارها لعلو ثمنه .
أهلها من غامد وبينهم من أخلاط الناس من يقيم بينهم حيناً للتكسب في سوقها ، وعرافتها لدى الفرحة من غامد ، هم عليها من سنين ،
وفيها جمع من الفقهاء ولهم ولع بالعلم والفقه فتجد داخل السوق معلامة كبيرة وفي أشرافه الشامية معلامة أخرى .
هي مثل بلدان السراة لاقيظ يقيظ فيها ولكن شتاءها شتا لا يحتمله سوى أهلها ومن جانسهم من غير أهلها ، وهم مشتغلون بالتجارة ، وفيهم من يمدر المدر فيبذر المابية حنطة عندهم والصوب والشعير والذرة والقضب وربما زرعوا قصب السكر ، ومنهم من يكتري الحقنة وأكثر في العذية وسواها يستزرعها للتكسب من طلعها ، على ما بأيديهم في السبت وفي أشرافه ، حيث الواديين سيل البحري وسيل الشرقي .
لها في بحريها جبل حزنه الذي يزعمون أن ملكاً شطره بجناحه فانشطر فغار نصفه ، ولها في نجديها حمى هو حمى شكر وأظنه المعروف في كتب السير والله أعلم .
الاخ علي مشكور على هذا التقرير المميز والذي يعرض لنا تراثنا واصالتنا قديما وحديثا . فبارك الله فيك ونتمنى ان تستمر في جولات أخرى على كافة محافظات منطقتنا الحبيبة الباحة .
تقبل تحياتي
مشكووووووور يابو عبد الله على هذا الإبداع الغير مستغرب
لكن نسيت فول العميسي
الله يازمن .........
من أهم ذكرياتي في هذا السوق كنت أنتظر يوم السبت على احر من الجمر لمرافقة والدي يحفظه الله والذي كان يتبضع لدكانه في ثلاثاء الحميد من فواكه وخلافه من محلات بن جراد
ونستغل هذه الفرصة لمرافقته لكي نتجول في هذا السوق ومن أهمها في البداية لابد من فول العميسي وبعدها أذكر كان مقابله مكتبه كنا نشتري صور لاعبي نادي الاتحاد لتعلقنا الوجداني في هذا النادي من قبل والدنا حفظه الله ولا أنسى صور لاعبي الاتحاد في تلك الفترة شوبرج وبوكير وعيسى وخواجي وعيسى حمدان وحامد صبحي وغيرهم الكثير
مشكوووووووور يا أبا عبد الله على إعادتنا للزمن الجميل
تقرير مصور جميل ورائع لمنطقة السوق القديم ببلجرشي ، تظهر فيه أهم المعروضات من النباتات العطرية كالكادي والريحان والبعيثران والشيح ونبات العطرة ، ثم معروضات الجنابي والسيوف والعصي والمشاعيب من أشجار الزيتون البري والمسمى في المنطقة بشجر ( العتم ) يضاف إلى ذلك مشاهد مغرية للعسل وأقراص العسل بشمع النحل والتمور والسمن ، وصور جميلة للمعروضات من المقتنيات الأثرية والحلي النسائية المتنوعة القديمة وبعض الملابس النسائية وأشكال جذابة من أشغال الخوص كالأطباق المزخرفة والملونة ببعض الألوان المحدودة والزنابيل المختلفة المقاسات وغطاء الراس وهي عبارة قبعة من الخوص يستخدمها المزارعون والبناؤون قديمآ للحماية من حرارة الشمس لاتقاء ضربة الشمس ، ومشاهد متنوعة لمعرضات يعرفها أهالي المنطقة كالقطران والمهل المخصصة لبعض الاستخدامات الخاصة حيث القطران سابقآ يُدهن به الأبواب والنوافذ والمرازح وصحون الغرب عوضآ عن الأصباغ التي ظهرت مؤخرآ أما المهل فكان يستخدم للقرب الجديدة لإعطاء نكهة تغير رائحة الجلد و يستخدمه أصحاب الماشية لحماية مواشيهم من القذاذ والقراد وبعض الأمراض التي تتسبب في سقوط أصواف وشعر الضأن حيث يتم المسح بالمهل ظاهريآ على الموضع المصاب ، وهذه استخدامات قديمة في وقت لم يكن الطبيب البطري أو الأدوية البيطرية موجودة ، والسوق قديمآ وفي يوم السبت يعج بحركة تسوق كبيرة جدآ ، ويرتاده أعداد كبيرة من الناس ، وكانت السلع المعروضة متنوعة ومنظمة وبكميات كبيرة ، فتجد التمور المتنوعة لها شارع بطول لايقل عن 80 متر طولي وعلى الجانبين ، والمرور للمتسوقين من الوسط ، وكذلك السمن والعسل له زاوية وموضع بالسوق ، وسوق الفواكه المحلية والخضروات لها مكان محدد ، وزاوية لبيع الحبوب كالحنطة والذرة والشعير وهكذا جميع أنواع السلع والمعروضات الأخرى لها مواضع معينة وأمكنة محددة ، بالإضافة إلى وجود أشهر تجار بلجرشي المعروفين من قديم الزمان ولهم دكاكين تجارية لكآفة أنواع المواد الغذائية والملابس والأقمشة وكآفة متطلبات الأسر من المستلزمات الضرورية ـ رحم الله من انتقل منهم إلى جوار ربه ـ نشكر الشكر الجزيل صاحب المجهود الرائع لنقل صور معبرة عن سوق السبت ببلجرشي ونامل المزيد من صور تراثية للمباني القديمة والزخارف المنقوشة على الأبواب والنوافذ والمرازح والتي لا تزال بحالة جيدة في بعض القرى كالمكارمة والبركة والحمران والأبناء فهناك نماذج تراثية جيدة للمنازل القديمة والحصون في أطراف الوديان وأعالي الجبال غالبآ ،ومشاهد للمتنزهات والحدائق وصور أخرى للنهضة في مختلف جوانبها ، وصور أخرى إن وُجدت للمزارع وبساتين الفواكه والمنتوجات الزراعية فكل ذلك وغيره يعطي صورة جميلة عن ماضي وحاضر محافظة بلجرشي المشرق كسائر محافظات منطقة الباحة المزدهرة ..
الأسواق الشعبية لها محبين وعشاق . الشيء المؤذي تدني النظافة في بعض أوعية المواد المستخدة كأغذية وأدوية . كمن يعيد استخدام علب مواد كيميائة لحفظ العسل والقطران ونحوه .
اللي يقو سوق بلجرشي ما هو قديم
أحترم مدينة الباحة وأقدر أهلها
ولكن الحق لازم ينقال
الباحة قرية من أصغر قرى غامد من قديم الزمان وما طلع لها ذكر إلا بعد نقل مقر الحكومة فيها وإلا قرية الظفير المجاورة لها أشهر منها تاريخياً
يقول الفقيه احمد بن سعيد الزيداني في القرن الحادي عشر الهجري بما يلي
سبت بلجرشي ليس بين الطائف وريدة أكبر منها ولا أظهر ، سورها من المرو الأبيض وله باب من جهة اليمن ، وسوقها أعلى شأنا من سوق بيشة ورنيه ويجلب لها التمر والقسب من بيشة ورنية وتربة ، والتمباك الذي شاع في هذه السنين من وديان ريم وسواه في تهامة ، ، والسلاح الذي يصنع في بعض جهاتها ، والبزّ وسكر الشام وسائر مطالب التجار من منجلّ القنفذة ، ولا يجلب الجوخ والصولي إلا تجارها لعلو ثمنه .
أهلها من غامد وبينهم من أخلاط الناس من يقيم بينهم حيناً للتكسب في سوقها ، وعرافتها لدى الفرحة من غامد ، هم عليها من سنين ،
وفيها جمع من الفقهاء ولهم ولع بالعلم والفقه فتجد داخل السوق معلامة كبيرة وفي أشرافه الشامية معلامة أخرى .
هي مثل بلدان السراة لاقيظ يقيظ فيها ولكن شتاءها شتا لا يحتمله سوى أهلها ومن جانسهم من غير أهلها ، وهم مشتغلون بالتجارة ، وفيهم من يمدر المدر فيبذر المابية حنطة عندهم والصوب والشعير والذرة والقضب وربما زرعوا قصب السكر ، ومنهم من يكتري الحقنة وأكثر في العذية وسواها يستزرعها للتكسب من طلعها ، على ما بأيديهم في السبت وفي أشرافه ، حيث الواديين سيل البحري وسيل الشرقي .
لها في بحريها جبل حزنه الذي يزعمون أن ملكاً شطره بجناحه فانشطر فغار نصفه ، ولها في نجديها حمى هو حمى شكر وأظنه المعروف في كتب السير والله أعلم .